سبق الإخباري
بقلم : ذيب العربيد
14/7/2025
في كل دولة تمرّ بمراحل تحوّل أو إصلاح، يكون هناك رجال في مواقع المسؤولية يمثلون خط الدفاع الأول عن الوطن وهيبته، ويحملون على أكتافهم ملفات أمنية وإدارية معقدة، وفي الأردن، لا يمكن لأحد أن ينكر حجم التحديات التي تواجه وزارة الداخلية، ولا يمكن أن يغيب عن الأذهان الأداء المتوازن و الحازم الذي يقدمه معالي وزير الداخلية الباشا مازن الفراية.
ورغم ذلك، يلاحظ المتابعون للشأن العام أن هناك من يسعى – بصمت أو علن – إلى إفشال جهود هذا الوزير فهل أصبحت الحزم والنزاهة والإصلاح في هذا الوطن تهمة؟ وهل بات النجاح في إدارة الملفات الأمنية والاجتماعية واللاجئين، وتثبيت الأمن في وقت دقيق، يزعج البعض ممن تعوّدوا على الفوضى والمصالح الضيقة؟
نهج وطني لا يُعجب البعض فالباشا الفراية لم يأتِ من فراغ. هو رجل دولة، خدم في مواقع مختلفة، وكان له بصمة في كل مرحلة، خاصة خلال فترة إدارة ملف كورونا، وملف الحدود، وصولاً إلى موقعه الحالي في وزارة الداخلية، حيث أعاد ضبط الإيقاع الأمني بروح مهنية عالية، وفتح ملفات لم يجرؤ البعض على لمسها.
لكن هذا النهج الوطني الواضح و الصارم لا يُرضي كل الأطراف. هناك من يرى في استقرار الدولة تهديدًا لنفوذه ، وهناك من يخشى من قرب الوزير من نبض الشارع، ومن توجيهاته الصريحة لرؤساء الوحدات الأمنية والحكام الإداريين بالحزم والعدالة.
بين إشاعات و تصيد لم يكن غريبًا أن تبدأ الإشاعات بالتزايد ، ومحاولات التشويش على قرارات الداخلية تتكرر. حملات ممنهجة، أو منشورات عابرة، تسعى إلى ضرب الثقة بين الوزير والمواطن، أو بين الوزير ودوائر القرار. هذا النمط من "الاغتيال المعنوي" يذكّرنا دائمًا بأن النجاح في مؤسسات الدولة لا يُرحَّب به من قبل من تعوّدوا على الاستفادة من الفوضى والضعف الإداري.
لكن الباشا الفراية، بثباته وصموده، أثبت أن مصلحة الأردن فوق كل حسابات، وأنه لن ينجر وراء الردود أو المزايدات، بل يواصل العمل بصمت، ويترك النتيجة لتشهد له.
من يريد إفشال الباشا مازن الفراية؟ سؤال نطرحه أمام الشعب، وأمام كل مسؤول شريف. فالرجل لا يعمل لحسابه، بل لحساب الوطن، وإذا أخطأ فالقانون فوق الجميع، وإذا أصاب – كما هو الحال الآن – فيجب أن يُدعم لا أن يُحارَب.
الوطن بحاجة إلى رجال دولة، لا إلى مطلقي الشائعات. إلى من يعمل، لا من يتصيّد و الباشا الفراية أحد هؤلاء الرجال الذين لا يُفترض أن يُتركوا وحدهم في الميدان.
deebalarbied@gmail.com